أضاحي العيد: المستهلك يشتكي غلاء الأسعار والمربي يعاني من كلفة الإنتاج
مع اقتراب موعد عيد الأضحى تشهد مختلف أسواق الدواب و''الرحب'' حركية متزايدة يوما بعد يوم، يتنقل بينها المواطن لعله يتمكن من شراء أضحية العيد بسعر يتناسب مع قدرته الشرائية.
وتنقلت موزاييك بين عدد من نقاط البيع والاسواق لرصد اراء البائع والحريف في ولايات صفاقس وسيدي بوزيد وباجة.
ولاية صفاقس
أجمع عدد من المستهلكين في بعض نقاط بيع أضاحي العيد على ان الأسعار "شعلت نار" وارتفعت مقارنة بالموسم الماضي بمئات الدنانير.
وقال أحد المواطنين أن فارق الاسعار بين عيد اضحى السنة الفارطة وهذه السنة يترواح بين 400 و 500 دينار "ومع ذلك يتوجب توفير علوش العيد التزاما بما ينص عليه ديننا الاسلام".
واعتبر حريف آخر أنّ العرض موجود لكن الاسعار "نار" وفق تعبيره.
من جانبه أوضح مكرم بن حليمة مربي ماشية لمراسل موزاييك فتحي بوجناح أن "كلفة العلوش اصبحت مرتفعة وقفزت اسعار اللحوم الحمراء من 33 و35 دينار في الموسم الماضي إلى 50 و55 دينارا هذه السنة.
واعتبر ان مشكلة ارتفاع أسعار الاعلاف تؤرق مربي الماشية، مضيفا أنه حريص على توفير أضاحي تراعي المقدرة الشرائية للمواطن لكن كلفة الانتاج تتحكم في الاسعار.
وأضاف "ان الاسعار موجودة بجميع انواعها ولكن علوش 800 و850 دينار ما يضحيش لان عمره اقل من 6 اشهر".
وختم مكرم بن حليمة بالقول "يا حسرة على ايام زمان ومسكين الزوالي فحاله يسخف ووضعية بلادنا صعبة وان شاء الله يتغير حالنا الى الافضل".
ولاية باجة
في سوق الدواب بباجة كان العرض متوفرا كمّا وكيفا لكن الإقبال على الأضاحي يعتبر ضعيفا نسبيا، ففي حين يعتبر الفلاح والتاجر والمربي أن اسعار الأضاحي مقبولة نسبيا مقارنة بكلفة الانتاج، فإن الحريف يعتبرها مرتفعة بـ300 و400 دينار مقارنة بالموسم المنقضي وهو ما يفسر عدم الإقبال المألوف على الأضاحي داخل السوق المذكورة، حيث تراوحت اسعار الأضاحي بين 400 و1700 دينار.
من جهة أخرى وفي تصريح لموزاييك أكدت الفة اللافي رئيسة قسم بالاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بباجة أن النقص واضح على مستوى القطيع فالمتوفر هذه السنة بالجهة لا يزيد عن 25000 رأس غنم كان نصيب الأسد فيها للـ "البركوس" في حين توفر الموسم المنقضي أكثر من 34000 رأسا.
وتعود أسباب هذا النقص إلى غلاء الاعلاف بالإضافة إلى الاحتكار والمضاربة مما جعل المربي يفوّت في القطيع.
واعتبرت ان اسعار الأضاحي بالنسبة إلى السوق الاسبوعية ليوم امس الثلاثاء 4 ماي 2024 مقبولة نسبيا مقارنة بالأسبوعين المنقضيين إذ شهدت الأسعار تراجعا يصل إلى 100 دينار للرأس الواحد، وفق تصريحها لمراسل موزاييك ايهاب النفزي.
ولاية سيدي بوزيد
سجلت ولاية سيدي بوزيد تراجعا في عدد الأضاحي المتوفرة من قبل المنتجين المحليين بنسبة تصل إلى 35% مقارنة بالسنوات القليلة الماضية.
وتشهد الأسواق الأسبوعية الكبرى بالجهة ( أسواق ورحب الرقاب وبئر الحفي والهيشرية والفايض وسيدي بوزيد) هذه الأيام، مع إقتراب موعد عيد الأضحى حركية متنامية.
وفي زيارة لبعض الأسواق، تراوحت الأسعار بين 800 و1400 دينار بالنسبة للخرفان ذات الأحجام المتوسطة.
"الأسعار نار" هذه العبارة ترددت لدى عديد المواطنين الذين يشتكون من ضعف المقدرة الشرائية.
ونفس العبارة يردّدها مربّو الخرفان جراء تواصل إرتفاع تكلفة الإنتاج نظرا لغلاء الأعلاف وندرتها وغياب المراعي الطبيعية من جهة أخرى فضلا عن إرتفاع كلفة اليد العاملة والأدوية ومصاريف التدخلات البيطرية والنقل والتنقل والأداءات في الأسواق، وفق ما أكده الفلاح والمربي عبدالسلام شعيبي.
ومن جهته أكد محمد الأخضر الشعيبي أن غلاء أضاحي العيد ناجم عن الذبح المفرط والعشوائي للنعاج التي يباع لحمها بأسعار منخفضة تتراوح بين 30 و35 دينار للكغ الواحد.
ويرى محمد الأخضر أنّ عملية توريد خرفان من الخارج هي حلول ترقيعية لا غير وليست لها جدوى ولا تؤسس لمستقبل أفضل، وفق مراسل موزاييك محمد صالح غانمي .
وبخصوص الحلول الممكنة للحد من ارتفاع أسعار الأضاحي، أكد عدد من المواطنين ضرورة ترشيد الإستهلاك عبر الشراء المباشر من الأسواق والإبتعاد عن الوسطاء "الڨشارة" والعمل على دعم حلقة الإنتاج حتى يتم تعديل كل الأسعار للحفاظ على القطيع من قبل الفلاحين.